مقدمة الطبعة الثانية
من أجودها وأخصرها وأجمعها في الجملة فليس هو بالطويل الممل ولا
بالقصير المخل ولا بالكبيرالمثقل فهو جزء لطيف خفيف المحمل.
فلهذه الأسباب وغيرها عزمت على إعادة طباعته بمشورة أخي
العزيز صاحب مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع حفظه الله ورعاه
فاستجبت لذلك نظراً لكون الطباعة السابقة لا تخلو من أخطاء مطبعية
بعضها يغير المعنى فراجعه الإخوان في دار المنهاج مراجعة يشكرون
وقد أضفت إلى هذه الطبعة كلام الشيخ تل عن أحكام الأضحية
إتماماً للفائدة وحرصاً مني على خدمة علم الشيخ كل0. وها هو الكتاب يأخذ
طريقه في هذه الطبعة الجديدة ليخدم طلبة العلم وليحل محلاً مناسباً في
الجزاء وأن يجعل عملي هذا خالصاً صواباً نافعاً في الدارين إنه جواد كريم +
لقدأجادفبيخنا حينأتى وستقرا
ومن رأى منيعنا
لاأالاقارئ
مسقوماًفماثرى
كيمايكون الأجدرا
جزاء خيرأوفرا
إمام وخطيب المسجد الحرام
عميد كلية الشريعة والدراسات
الإسلامية بجامعة ام القرى
تقديم
فضيلة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
رئيس المجمع الفقهي. وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
وعضو هيئة كبار العلماء
الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا
المفسر الفقيه اللغوي؛ البارع في عدة علوم الشيخ محمد الأمين بن
محمد المختار الجَكُني المُنقيطي دفينَ مقبرة ١ 5
الخميس 1747/17/17ه صاحب التفسير المشهور: «أضواء البيان في
إيضاح القرآن بالقرآن» - رحمة الله تعالى عليه - قد تب موقع الصدارة في
وكانت له من المنزلة الرفيعة؛ والوثوق في نفوس الناس وبخاصة أهل
عذَهُ رسائل علمية؛ وبحوث أخرى طوعية؛ وعكف الناس على كتبه؛
وكان في تفسيره المذكور قد أولى أحكام الحج والاعتمار عنايةٌ
تقديم
في «تحرير الخلاف» ودفقه الدليل»؛ ومورداً ا لأهل العلم في عصرناء
وكان له من الذبوع والانتشار أمراً ّ
وقد همّة صاحب الفضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم
(إمام وخطيب المسجد الحرام؛ والمدرس فيه) إلى تقريب فقه هذا الإمام
في «الحج والاعتمار»؛ للأسباب التي رصدها في مقدمته؛ وهي أسباب
وما أرى هذه الالتفاتة إلا من توفيق الله له ضاعف الله له الأجر
وقد نظرت في مواضعٌ من هذا: التقريب والاختصار» فرأيته قد
حافظ بعناية فائقة على فقه الشيخ الأمين رحمه الله تعالى - بحروفه»
الراجح» واختصر ما بين ذلك من إطالة النَّكَسٍ في مطارحات العلماء في
الدليل» ووجه الاستدلال» ومدارك التصحيح والتضعيف للمرويات من
وفي هذا التقريب زيادة في الدلالة. والنشرء لأصله: «أضواء
البيان»؛ وتكثير لأجر شيخنا رحمه الله تعالى - وهو من أداء بعض ما
في مديئة النبي أي
33 المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور
ربا [الساء: .]١
فهذا تهذيب وترتيب لمناسك الحج والعمرة من تفسير «أضواء
البيان» لعلامة عصره الجامع المتفنن الشيخ محمد الأمين بن محمد
المختار الجكني الشنقيطي» الذي ووري جثمانه في 17/170/ 1747م)
أولاً: أن أحكام الحج والعمرة مغمورة في ثنايا أسفار تفسير القرآن
العظيم من كتابه المشهور «أضواء البيان».
تلا عي © تع ثم انفلك
النساء (في أحكام قصر الصلاة)؛ وسورة المائدة؛ وسورة الحج.
رابعاً: أن كثيراً من الناس وبخاصة طلبة العلم يجهلون أن
للعلامة محمد الأمين فقهاً واسعاً مقارّناً في مناسك الحج والعمرة» بل
ربما ظن بعضهم أن ذلك هو ما عرف عن كتابه «رحلة الحج إلى بيت الله
خاماً: قناعتي الخاصة بأن أحكام المناسك لو هُلبت وزثبت
وأبرزت لطلبة العلم في حجم لطيف؛ فإنها ستكون قرينة كثير منهم إبان
رحلتهم لأداء مناسك الحج والعمرة.
لهذه الأسباب ولغيرها من الأسباب عزمت - بعد توفيق الله -
على هذا العمل وعزو الأحاديث والتعليق على بعض المواضع؛ حسب
ما يقتضيه المقام؛ خشية الإطالة والخروج عن المقصود من التهذيب.
وقد كان عملي في الكتاب متنوعاً يصعب سرد منهجي فيه؛ ولكن
تشتيت للقارئ من حيث ربط الأقوال بالدليل.
ثانياً: اقتصرت في نسبة الأقوال على أثمة المذاهب الأربعة؛ وكذا
كبار الصحابة؛ وربما توسعت أحياناً في بعض المسائل الكبار» وأثبتها
ثالثاً: إن كان للقول أكثر من دليل» وأمكن الاكتفاءً ببعضها
المقدمة
رابعاً: إن كان في الأدلة دليل ضعيف مق على تضعيفه؛ فإنني لا
الدليل الضعيف» فإنني أذكره؛ حتى يعرف القارئ بماذا استدل أصحاب
القول المذكور.
في تفسيره؛ فمثلاً سورة البقرة تكلم فيها عن الإحصار؛ وسورة المائدة
تكلم فيها عن جزاء الصيد؛ وسورة الحج ذكر فيها معظم مسائل الحج؛
ترتييها؛ فقمت أنا بجمعها وترتيبها حسب ترتيب أعمال الحج؛ فعلى سبيل
الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى على محظورات الإحرام» وذكر التلبية
وما يتعلق بها بعد كل ما ذكر» فرتبت ذلك كله حسب ترتيب أعمال الحج.
من إضافة ما يربط به الكلام لتمام المعنى .
ثامناً: حاولت قدر الإمكان أن أجمل الكتاب بعزو الأحاديث
تعليقات لطيفة قد لا يُستغنى عنها في مواضع متعددة من الكتاب.
وبالله التوفيق.
هذا وقد كان اعتمادي في عملي هذا على طبعتين للكتاب:
الأولى: طبعة الأمير أحمد بن عبد العزيز (1467ه).
الثانية: طبعة دار روضة الصغير (1517ه).
وسميته «خالص الجمان في تهذيب المناسك من أضواء البيان».
كان له تأليف في أنساب العرب نظماً ألفه قبل البلوغ يقول في أوله:
رحمه الله تعالى .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سعرد بن اراقم بن تعمد الشنم
إمام وخطيب المسجد الحرام
والقاضي بالمحكمة الكبرى بمكة
(1) نقلت هذه القصة من تلميذه الشيخ عطية محمد سالم؛ في ترجمته لشيخه في مقدمة
«أضواء البيان».
تعريف الحج:
الحج في اللغة: القصدء وكثرة الاختلاف والترددء تقول العرب:
حكم الحج:
قد دل الكتاب والسُنَّة وإجماع المسلمين: على وجوب الحج مرة واحدة
في العمر» وهو إحدى الدعائم الخمسء الم عا ل
)١( السْبٌّ: الثوب والخمار ونحوه. التمهيد لابن عبد البر (170/18)؛ الجامع للقرطبي
قلت: لم يذكر المؤلف تعريف الحج في الشرع» وقد قال ابن قدامة: «الحج في
الشرع: اسم لأفعال مخصوصة» المغني 8/8
وقال صاحب المهذِّب: ثم اختص الحج في الاستعمال بقصد الكعبة للنسك.
المجموع ١7/7
وقال الحافظ: وفي الشرع: القصد إلى البيت الحرام بأعمال مخصوصة. الفتح 187/4
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة له بلفظ قال: #خَطَيَنَا
«ذروني ما تركتكم؛ فإنما أهلك مَنْ كان قبلكم بكثرة سؤالهم؛ واختلافهم
شيء فدعوية"".
واستدل بهذا الحديث على أن الأمر المجرد من القرائن لا
فضل الحج والترغيب فيه:
حديث أبي هريرة ذه قال: سثل رسول الله يلة: أي الأعمال أفضل؟
قال: «إيمان بالله ورسوله»؛ قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله
والأحاديث في الباب كثيرة؛ وفضل الحج وكونه من الدعائم
الخمس معروف.
)0 شرح مسلم رقم 11/8 في الحج؛ باب فرض الحج مرة في العمر رقم (17770).
وأصله في البخاري رقم (1788) مختصراً
© الفتح ٠١4/١ في الإيمان؛ باب من قال: إن الإيمان هو العمل رقم (13)-
شرح مسلم 90/١ في الإيمانء باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال
رقم 49
(©© شرح مسلم 158/9 في الحج؛ باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (17860).