لغابات الرازيل:
«ان من المستحيل التعبير عن مشاعر الذهول والتبجيل؛
والاحاسيس العلوية التي تملأ ذهن الانسان التعبير الكافي» واذكر
ىل لجسد الانسان اما الآن فقد اصبحت أجل المناظر واروعها
10 تؤثر في ولا تحرك في نفسي مثل هذه المشاعر او مثل هذه القناعة
إذن هذه هي هدية نظرية التطور للانسانية: «عمى الالوان؛ حسب
فِلِمٌ بهتم الانتخاب الطبيعي بمشاعر السكينة الي تنسكب في قلب
الانسان وهو يراقب منظر الفجر؟ ول يهتم لجال الوردة او لصوت البلبل
الذي يملأ القلب نشوة وسعادة؟ وما حاجة الانتخاب الطبيعي لكل هذه
المشاعر؟ لان الشىء الوحيد الذي استطاع دارون ان يرهن عليه هو ان
بامكان الانسان ان يعيش كالبهائ دون الحاجة الى هذه المشاعر
افضل الاغذية وسخر الاشجار لتقدم له ألذ الفواكه والذي جعل
كل ما يحتاجه؛ وصولا ال البتر ول الذي خزنه له في سرداب هذا المسكن
من قبل ملايين السنين والذي جعل له القمر نوراً والشمس سراجاً وهاجاً
165٠ : 56160160 300 031110 13:168© أه بإدادرة + وواطمأنية 766 (60) 080110 ١30015 (38)
وزين له السماء بمصابيح متلألئة
ان الانسان المبتلى بعمى الوان نظرية التطور» لا يستطيع رؤية رحمة
حب خالقه وسعة رحمته له؛ ولا يفرح به؛ ولا يشعر بدفء حنان الام وهي
والاحاسيس» لذا لا يجد من يتوجه اليه بمشاعر الامتنان والشكر الذي
مثل هذا الانسان لا يدري أنه يشغل مرتبة افضل المخلوقات
واكرمهاء لانه لا يدري أنه ضيف كريم في دار الدنيا هذه وان خالق
الاكوان يُسْر له جميع اسباب الضيافة فيها
والأدهى من كل ذلك فان مثل هذا الانسان محروم من اي عزاء او
سلوان ساعة الموت لانه لا يؤمن بانه بعد انقضاء مدة ضيافته في هذه
الاحزان والآلام
وكما ستبقى البقرة التي تأخذها الى إحدى السفوح الجبلية المطلة
على البوسفورا"" مشغولة بقطع العشب ومضغه؛ دون أي اهتيام او
إلتفات او احساس بمنظر البوسفور الآخاذ والرائع» كذلك يبقى الانسان
جمال العالم حواليه يعيش كالانعام بل هواضل
هذه هي المرتبة التي تراها نظرية التطور لاثقة بالانسان الذي هواكرم
المخلوقات
فليتفضل من يرغب فيها والف مبر وك!!
(4*) البوصفور هو المضيق الماني الذى يفصل قارة اوربا عن قارة سيا وتقع مدينة استانبول على
كلمة أخيرة:
تعليم يليق بالانسان
كلمة مركز بحوث دبني آسياء/استانيول
لو قمنا بالبحث عن جواب لهذا السؤال في مناهج الكتب المقررة في
مدارسناء لرجعنا بخفي حنين» ذلك لان نظام التعليم عندنا -المستند
بهذا المقياس المادي؛ بينيا لا يمكن تقييم موقع الانسان في هذا الكون
استنادا الى المعطيات المادية
منه وكل واحد مناء هو فرد من ملايين الاشخاص العائشين الآن بعد
وموقع أرضنا بالنسبة لمجموعتنا الشمسية؛ لا يعتبر مهيا جداً
عن طريق الوراثة؛ فمثلا: تكتسب بعض الحيوانات المتعرضة للصدمات
وللجروح جلوداً تشبه الدرع» ثم تنتقل هذه الصفة الى أنسالمها
وق بداية القرن التاسع عشر قدم عالم فرنسي اخر وهو «لامارك»
(1874-1744) نظرية مشابهة للنظرية السابقة؛ بفارق بسيط وهوانه
اعتبر «حاجات» الكائن العامل الأول فى التطورء فمثلاً: استطال علق
الزرافة» بعد دوام محاولتها الوصول الى أوراق الاشجار العالية وتكيفت
اقدام البط بشكلها المعروف بجد دوام سباحتها فى المياه وبالمقابل تضمر
ل تكن هناك حاجة الى وقت طويل لكي تفقد هذه النظريات
قيمتهاء فعندما تذكر نظرية التطور اليوم» لا يتذكر أحد «اراسموس
أب طبيب» ودرس الطب فى جامعة ادنيرة مدة سنتين ولكنه تركها قبل
أن يكون إبنه قسيساً فقد دخل دارون كلية «اليسوع؛ » فى جامعة كمبرج
ولكنه لم يعمل واعظأً» فانه بعد أن حصل على الشهادة سنة 1871 ذهب
فى سفرة بحرية على متن سفينة «بيجل» الى جنوب امريكا والى جزر
الباسفيك حيث تجول هناك لمدة خمس سنوات
٠ نشر ذكريات سياحته تلك فى كتاب بعنوان «سياحة عالم طبيعي
بسفينة بيجل» علياً بأن نظريته فى التطور لم تكن قد اختمرت بعد فى ذهنه
قطع مسافة تقدر باربعين ضعف للمسافة الموجودة بين أرضنا وبين
الشمس ٠
وهونجم الفا فان رحلتنا ستستغرق اكثر من أربع سنوات دون توقف؛
المسافة تقريبا» لاستطعت ان تتصور المجرة التي تعيش فيهاء والتي نطلق
بسرعة الضوه)» من طرف هذه المجرة قاصدين الطرف الآخر منهاء
الجارة لنا والمسماة بمجرة «اندروموذه» لاحتجنا الى ١ر١ مليون سنة
للوصول اليها
ان عدد المجرات المشابهة لمجرة «درب التبانهه» او لمجرة
المليارات من النجوم يبلغ ماثة مليار مجرة هذا هو حجم الكون
وسعته ان استطعت ان تتصوره في خيالك
ما أهمية هذا الانسان في مثل هذا الكون الهائل؟ ان البحث عن
ارضناء بل حتى عن شمسناء في هذا الكون عملية شاقة؛ يشبه البحث
عن بيضة سمكة في خضم المحيط الهادي ان الانسان (في حساب الذين
يقيسون كل شىء قياساً ماديا) ليس الا حيوان صغير لا غاية له ظهر
صدفة في كوكب في مجموعة شمسية تعتبر ذرة صغيرة في هذا الكون
الهائل كما ان عمر الانسان قصير جداً مقارنة مع اعمار النجوم التي تبلغ
الاعتبار بجانب هذه القيم المادية خواصه الاخرى ايضاً وحتى إن
ناحية الحجم وانما من ناحية دقة الصنع ؛ وايات الفن الظاهرة فيه » لرأينا
الناحية الفنية ومن ناحية روعة الخلق وليس من ناحية الكم والوزن كما
يفعل البقالون وبائعو الحوائج المستعملة» ولنلقي نظرة عجلى على خلية
ان المعلومات الموجودة في شفرات كروموسومات خلية واحدة من
الى موسوعة مؤلفه من 49 مجلداً لزاد حجم كل مجلد فيها عن عشرين
ألف صفحة وهذا أثر فني واحد فقط من بين الآثار الفنية التي لا تعد ولا
تحصى ؛ في خلية واحدة من بين تريليونات الخلايا الموجودة في جسم
بمجموعتها وبالنظام الدقيق المدهش الموجود بينهاء تؤلف الانسان؛
وتمكنه من الحياة والعيش
ثم لتتناول رأس الانسان» ونلقي نظرة على «: اغه الذي يعتبر اهم
يصعب عرد التعبير عنه؛ ان امكانية سعة الدماغ, في تلقي الرسائل
الراسلة اليه ؤتقلها عي يدود # 1" # “ “الرضقة بين لين عدد
»'" إذن هل تزالون تنظرون الى الانسان كبيضة سمكة في خضم
بل اكثر من ذلك» إذ علاوة على هذا الفن الراقي » ودقة الصنع في
الانسان فقد جهز بمزايا اخرى جعلته اسمى المخلوقات في هذا الكون
فقد شخ ر له الجماد والحيوان والنبات في هذه الدنيا ووضعت جميعها تحت
جواهر منثورة تزين سماءه وترشده في سفره والأمواج الكهرومغناطيسيه
تنقل له الاشارات من اعماق الكون وبينيا خلى جميع اعضائه واجهزته
بشكل يمكنه من الاستفادة والتلذذ من جميع النعم الموجودة فى الدنيا وفي
اذا كان هذا هوالموقع المهم للانسان في الكون من الناحية الجسدية
والمعنوية» فان من المستحيل على شخص متوازن عقلياً ونفسياً؛ ويملك
نتيجة لاسباب عشوائية أو لصدف عمياء إن الزمن الذي يحتاجه
إجتماع ثمانية وعشرين حرفاً بشكل عشوائي لانتاج الصفحات السابقة من
هذا الكتاب» انما هو زمن يزيد على عمر الكون فقد حسب انه لكي
يستطيع مليون «مليون *«مليون قرد جالس كل منه على آلة طابعة؛ طبع
جملة مفيدة مكونة من عشر كلمات بالضغط العشوائي على حروف الة
الطابعة» فاننا نحتاج الى زمن يبلغ اضعاف عمر الكون ب١٠* مرة
(اي مليون «مليون #مليون مرة) لذا فان محاولة تفسير موسوعة
المعلومات البالغة مليون صفحة والمركوزة في الستة والاربعين كروموسوماً
في خلية الانسان بعامل الصدفة العشوائية ليس الا هذياناً
والخلاصة ان الانسان خلق بقصد معين ولغاية معيئة؛ وانه اعتبر
أسمى مخلوق في الكون ولكن المواقع السامية تصاحبها دائاً مسؤ وليات
معينة فكما لا يتصور ان تكون مسؤولية شرطي في حفظ أمن البلاد
كمسؤولية وزير الداخلية» كذلك يجب ان تكون المسؤولية المناطة باكمل
ارشاده وتعليياته؛ وما نظرية التطور الا محاولة للهروب من هذه المسؤولية ؛
اننا نعيش في دار امتحان ولكل انسان ان يختار لنفسه امرقع الذي
العالمين» ومنا من يختار لنفسه ان يكون أصغر من ذرة صغيرة تائهة في هذا
الكون الرحب,؛ ويقنع بذلك
ونحن هنا لا نحب ان نتدخل في حرية أحد في هذا الاختيار, ولكن
من الصعب علينا ان لا نحرك ساكناً امام من يرغب في قسر الاذهان
الناشئة والعقول الغضة وتوجيهها إلى اتجاه معين لزرع شعور «الحيوانية»
قِ الاذهان الشابة وفي عقول الناشئة
ان الوضيع الذي إنجرفت اليه لايس ف محاولتها لالباس نظرية
ل بكرامة هذه المدارس ان العلم لا يمكن ان يكون حيادياً بين
مسح فكرة ة الخلى عن الاذهان تذرعاً ب«الحياد» فهي في حقيقة ة الأمر
وقوف بجانب الالحاد وبذل للمجهود في جانبه وهو ما يشكل تناقضاً
إن قيام المدرس» او الكتاب المدرسي؛ بذكر ان (لكون محلوق من
قبل الله ؛ لا يشكل تدخلا في ضمير اي شخصء اوضغطً عليه ؛ ولكن
الب بمحاولة تفسير الطبيعة بالصدف العمياء» انا هو الذي بشكل
حربا ] ضد ضمير وعقيدة كل افراد هذه الآمة؛ وقد بدأنا كأمة ندفع غالياً
نتائج هذه الحرب الحاقدة اذ تحاول ان نسد الفراغ الذي نتج عن زوال
خشية الله من ادمغة الجيل الجديد وضائرهم» بزيادة رجال الشرطة في
الشوارع أو ليس من العبث ان ننتظر من جيل؛ تعرض لجهد مكثف
ومدروس لتجريده من المسؤولية ورفع القيود «الانسانية» عنه وتحويله إلى
«قرود ان ننتظر او نتوقع منه تصرفاً إنسانياً او شعوراً بمسؤولية
القيمة التي يستحقهاء وان نعيده مرة اخرى الى المنزلة اللاثقة به أؤليس
من الغريب ان الذين ينزلون بالانسان الى درك الحيوان يدعون تبنيهم
«النزعة الانسانية» 1400080120 » ولا يسأمون من تكرار هذا الخطأ وهذا
التناقض ؟
دعونا نترك أسطورة القردية في لام القرن التاسع عشرء ودعوا
الذين لا يستطيعون تحمل مسؤولية العيش كانسان» أن يعيشوا طراز
الحياة التي يرغبونها» ولكن دعونا ايضاً نذكّر الملايين من أبناء الوطن
الذين سُلَموا وعهدوا إلى المدارس لكي ينشأوا أفراداً نافعين لأمتهم
ووطنهم » بان كل واحد منهم «انسان» قبل كل شىء؛ وان هناك مسؤولية
تنتظرهم تجاه خالقهم وتجاه والديهم وتجاه دولتهم ووطنهم وتجاه الانسانية
جمعاء ان موقف الطالب الضعيف في درس الجغرافيا اوفي درس الادب
يختلف عن موقف الطالب الذي ازيل عنهالشعور بالمسؤ ولية ان الطالب
وان لم يتعلم فى المدرسة شيئاً سوى الاحساس بانسانيته وعبوديته لله
عيشه كمواطن نافع مستقيم » وان يعيش حياته في هناء ولكن الذي فقد
الشعور بالمسؤ ولية؛ وتجرد منه وابتعد عن «إنسانيته فان من المستبعد ان
ينتظر منه أية فائدة لبلد وان حاز على علوم الأولين والآخرين فمثل
هؤلاء يسممون حياتهم وحياة الآخرين بكل سهولة
اذن فاذا رغبنا ان تنجز المدارس المهام الملقأة على عاتقهاء فليس